الملخص التنفيذي

تَجمَع نتائج هذه الورقة وتحليلاتها رؤى من جلسة النقاش "حلول الذكاء الاصطناعي لمكافحة تغير المناخ" والأبحاث التكميلية المنبثقة من حوار قَطَر الوطني حول تغير المناخ الذي عُقِد في أكتوبر 2023. وتُسلِّط الورقة الضوء على الدور الهام الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في مواجهة التحدي العاجل والمعقد الذي يمثله تغير المناخ، لتُقدِّم نتائج وتوصيات أساسية لتعزيز أهداف الاستدامة الوطنية في قَطَر والمُبادَرات المحلية والإقليمية.

لقد برز الذكاء الاصطناعي كتقنية محورية في مكافحة تغير المناخ. فإن قدرته على معالجة مجموعات ضخمة من البيانات، وإجراء تنبؤات دقيقة، وتحسين استخدام الموارد توفر حلاً واعدًا للتحديات البيئية التي يفرضها تغير المناخ. إن الاعتماد الأولي لدولة قَطَر لاستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، والتي تم وضعها بالتعاون مع معهد قَطَر لبحوث الحوسبة وهو جزء من جامعة حمد بن خليفة، يُمثِّل خطوة أساسية وإيجابية نحو الإقرار بالدور الفعال للذكاء الاصطناعي في توجيه البلد نحو مُستقبَل أكثر استدامة. ومع ذلك، ثمة تسليم بأن تحقيق الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي وجني ثمار تأثيره بشكل كامل في معالجة تعقيدات تغير المناخ سيتطلب إجراءات أكثر بكثير.

تُظهِر اتفاقيات المناخ الدولية، مِثل اتفاق باريس وتوصية مُنظمَّة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، أهمية مواءمة التقدم التكنولوجي مع المسؤوليات البيئية العالمية. تؤكد هذه الاتفاقيات على الحاجة إلى نَشر الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي ومسؤول لمعالجة تغير المناخ، مما يسلط الضوء على الدور المهم الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة. تستفيد الصناعات من الذكاء الاصطناعي في قطاعات متعددة مثل الأوساط الأكاديمية، والنقل، وإدارة النفايات، والطاقة في جميع أنحاء العالم، مما يُظهِر تحولًا ملحوظًا تجاه تبني ممارسات واعية بيئيًا. ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة في تنفيذ حلول الذكاء الاصطناعي، بدءًا من الأطر الغامضة للسياسات الموضوعة وصولاً إلى معارضة العامة للتغيير، مما يتطلب أساليب تعاونية، ومبتكرة، ومصممة خصيصًا لتحقيق التكامل الناجح.

يُقدِّم هذا التحليل البحثي الشامل إطارًا استراتيجيًا للتغلب على هذه التحديات. ويؤكد على أهمية بناء هياكل قوية للسياسات، وتيسير الوصول إلى حلول الذكاء الاصطناعي المتنوعة، ونشر الوعي العام، والاستثمار بشكل كبير في البنية التحتية. إن التعاون بين الحكومة، والأوساط الأكاديمية، والقطاع الخاص أمر محوري لدفع الابتكار ووضع مبادئ توجيهية واضحة من أجل دمج الذكاء الاصطناعي بشكل استراتيجي في جهود التخفيف من تأثير تغير المناخ. علاوة على ذلك، تقر الورقة بأهمية الهيئة الاستشارية للذكاء الاصطناعي التي تقودها الأمم المتحدة، ومُبادَرات الصناعات المختلفة، والجهود الخاصة بكل بلد، مثل استراتيجية قَطَر لإزالة الكربون من قطاع النفط والغاز. كما تقر بالاتجاه العالمي للاعتراف بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي باعتبارها واحدة من الأساليب المُبتكَرة لمكافحة تغير المناخ، مؤكدة دورها المتنوع والمؤثر في معالجة التحديات البيئية متعددة الأوجه في البلدان والصناعات المختلفة.

تشيد الورقة بالمساهمين الرئيسيين، والمتحدثين، وكل من قاموا بتجميع النتائج وبحثها. كما ساهمت المُشارَكة الفعالة لأصحاب المصلحة المختلفين، والهيئات الحكومية، وقادة الصناعات المختلفة بشكل كبير في هذا الحوار الهام.