
تسلط الورقة البيضاء "مبادئ الاقتصاد الدائري للإدارة الفعالة للمياه والنفايات" الضوء على أهمية الانتقال من النموذج الاقتصادي الخطي، الذي يعتمد على مبدأ "الاستخراج - التصنيع - التخلص"، إلى اقتصاد دائري يركز على كفاءة استخدام الموارد، وتقليل النفايات، والإدارة المستدامة للأنظمة البيئية.
تم إعداد هذه الورقة كجزء من حوار قطر الوطني حول تغير المناخ (QNDCC) 2024، حيث تستعرض كيف يمكن لمبادئ الاقتصاد الدائري تحسين إدارة المياه والنفايات بشكل كبير، مع المساهمة في تحقيق الأهداف المناخية العالمية مثل أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs) واتفاقية باريس للمناخ. تستند الورقة إلى أطر دولية ناجحة، مثل خطة عمل الاقتصاد الدائري للاتحاد الأوروبي وإطار الاقتصاد الدائري لرابطة دول جنوب شرق آسيا (ASEAN)، لتقديم أمثلة على التنفيذ الناجح على نطاق واسع. كما تسلط الضوء على دمج مبادئ الاقتصاد الدائري في رؤية قطر الوطنية 2030، من خلال التخطيط الحضري، والعمليات الصناعية، وتطوير البنية التحتية.
ورغم هذه المبادرات الواعدة، لا تزال هناك تحديات كبيرة تعيق التطبيق الفعّال، بما في ذلك نقص البنية التحتية، والقيود التكنولوجية، والمقاومة الثقافية، والعقبات التنظيمية. وتشدد الورقة على الحاجة إلى أنظمة إدارة نفايات متقدمة، وتحسين البنية التحتية لإعادة التدوير، وتعزيز التعاون بين القطاعات للتغلب على هذه الحواجز.
تشمل التوصيات الرئيسية إدماج مبادئ الاقتصاد الدائري في المناهج التعليمية والأطر السياسية، والترويج لتصميم المنتجات المستدامة، والاستثمار في البحث والتطوير. كما تستعرض الورقة دراسات حالة من ألمانيا، وهولندا، وكوريا الجنوبية، ومنطقة مجلس التعاون الخليجي، توضح كيف يمكن استراتيجيات الاقتصاد الدائري أن تحفز النمو الاقتصادي مع تقليل التأثير البيئي.
وتبرز قطر كمثال رائد في هذا المجال من خلال مبادرات متقدمة، مثل أنظمة الإدارة الذكية للمياه والنفايات في مشروع مشيرب قلب الدوحة، ومشاريع إعادة استخدام مياه الأمطار التي تنفذها شركة "Wilo"، وبرنامج احتجاز الكربون وتخزينه (CCS) الذي تقوده قطر للطاقة.
وتؤكد نتائج الورقة البيضاء أن الاقتصاد الدائري يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الاستدامة، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتعزيز القدرة على التكيف على المدى الطويل في أنظمة إدارة المياه والنفايات.