
تتناول الورقة البيضاء حول السياحة البيئية لتعزيز القدرة على التكيف مع التغير المناخي الأهمية المتزايدة للسياحة البيئية كنهج مستدام للتخفيف من آثار تغير المناخ، مع تعزيز جهود الحفظ والتنمية الاقتصادية. تلعب السياحة دورًا محوريًا في النمو الاقتصادي العالمي، والتبادل الثقافي، وتوفير فرص العمل، إلا أن توسعها السريع أدى إلى ظهور مخاوف بيئية، مثل انبعاثات الكربون، وتدمير الموائل الطبيعية، واستنزاف الموارد. وفي الوقت نفسه، أصبحت السياحة نفسها أكثر عرضة لتغير المناخ، حيث تؤثر ارتفاع مستويات سطح البحر، والظواهر الجوية المتطرفة، والتغيرات في المواسم على أنماط السفر وتهدد الوجهات السياحية الرئيسية.
استجابةً لهذا التحدي المزدوج، ناقش حوار قطر الوطني حول تغير المناخ (QNDCC) 2024، الذي استضافه مركز إرثنا لمستقبل مستدام ووزارة البيئة والتغير المناخي، دور السياحة البيئية في تعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ. وأكدت المناقشات على الحاجة إلى استراتيجيات تكيفية لمواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ على السياحة، مع التركيز على السياحة البيئية كحل مستدام. وقد برزت الحلول المستندة إلى الطبيعة، مثل إعادة تأهيل غابات المانغروف، والحفاظ على البيئة البحرية، وحماية التنوع البيولوجي، باعتبارها تدابير رئيسية لدعم القدرة على التكيف مع المناخ. بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على دمج التراث الثقافي في السياحة البيئية كوسيلة لتعزيز تجارب الزوار مع الحفاظ على المعرفة التقليدية والمواقع التاريخية.
كما تسلط الورقة البيضاء الضوء على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تطوير البنية التحتية للسياحة المستدامة، مما يضمن تحقيق التوازن بين المصالح الاقتصادية والبيئية. وبفضل ما تتمتع به قطر من أصول طبيعية وثقافية فريدة، إلى جانب أطرها السياسية مثل رؤية قطر الوطنية 2030 والاستراتيجية الوطنية للبيئة والتغير المناخي، فإنها مؤهلة لتكون رائدة في مجال السياحة المستدامة. ومن خلال إعطاء الأولوية للسياحة البيئية، يمكن لقطر تنويع اقتصادها وتعزيز ممارسات السفر المسؤولة التي تدعم الاستدامة البيئية طويلة الأجل والرفاه الاجتماعي