
تؤكد الورقة البيضاء "المسارات التكنولوجية لتحقيق حلول مناخية ناجحة" على الدور المحوري للتكنولوجيا في مواجهة تغير المناخ، مسلطةً الضوء على الحاجة الملحة إلى ابتكارات قابلة للتوسع ومُكيّفة حسب المناطق. ويستعرض التقرير التطورات التكنولوجية الرئيسية، بما في ذلك احتجاز الكربون وتخزينه (CCS)، والذكاء الاصطناعي(AI)، وإنترنت الأشياء (IoT)، والشبكات الذكية، وتكنولوجيا الهيدروجين، والتي تسهم مجتمعةً في إزالة الكربون وتعزيز الاستدامة.
تُبرز الورقة دور قطر في الريادة في مجال الاستدامة من خلال مبادرات مثل تطبيق تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه في قطاع النفط والغاز، ومشاريع العدادات الذكية التي تنفذها "كهرماء"، وذلك بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030. كما تسلط الضوء على نجاح ألمانيا في مجال الهيدروجين الأخضر وتخزين الطاقة المتجددة، مشددةً على أهمية التعاون الدولي في تسريع الابتكار المناخي.
ورغم التقدم المحرز، لا تزال هناك تحديات تعيق تبني التكنولوجيا على نطاق واسع، من بينها القيود المالية، وعدم اليقين التنظيمي، والفجوة التكنولوجية بين دول الشمال والجنوب العالمي. ويتطلب التصدي لهذه التحديات شراكات بين القطاعين العام والخاص، وآليات تمويل قائمة على السوق، وحوافز حكومية لتسريع تنفيذ الحلول التكنولوجية.
وتدعو الورقة إلى إيجاد حلول محلية، مؤكدةً أن تكييف الابتكارات العالمية مع الاحتياجات الإقليمية أمر ضروري لتعظيم الأثر. وتقدم أمثلة ناجحة مثل مشروع "سولار سيستر" في إفريقيا جنوب الصحراء، ونظام التبريد المناطقي في قطر، واللذين يوضحان كيفية مواءمة التكنولوجيا مع الظروف البيئية والاجتماعية والاقتصادية المحلية.
تشمل التوصيات الرئيسية تعزيز تمويل المناخ، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لدعم العمل المناخي، وتطوير تقنيات احتجاز الكربون، وتعزيز اللوائح الخاصة بالاقتصاد الدائري، وتعزيز شبكات تبادل المعرفة على المستوى العالمي. كما تبرز الورقة دور الصناديق السيادية، ونماذج التمويل المدمجة، والدعم الحكومي المستهدف في التغلب على العقبات المالية التي تعيق الابتكار المناخي.
وفي الختام، تؤكد الورقة البيضاء أن دمج التكنولوجيا المتقدمة مع أطر السياسات القوية والتعاون الدولي هو المسار الأكثر فاعلية لتحقيق مستقبل مستدام ومنخفض الكربون.