تسلط الورقة البيضاء "المرأة في قيادة العمل المناخي" الضوء على الدور الحاسم للمرأة في مواجهة أزمة المناخ من خلال تقديم رؤى متنوعة، وحلول مبتكرة، وتعزيز القدرة المجتمعية على التكيف مع تغير المناخ. وعلى الرغم من أن المرأة تتأثر بشكل غير متناسب بتغير المناخ بسبب الفجوات الجندرية، فقد أثبتت قدرتها على القيادة الفعالة في مجالات الاستدامة، وصنع السياسات، والمبادرات المجتمعية. وقد أقر حوار قطر الوطني حول تغير المناخ (QNDCC) 2024 بهذه الإسهامات من خلال جلسة "حوار الدوحة للمناخ: قيادة المرأة في مواجهة تغير المناخ"، والتي أكدت على ضرورة إزالة العوائق التي تحد من مشاركة المرأة في القيادة المناخية. وتشدد الورقة على العلاقة العميقة بين المساواة الجندرية والقدرة على التكيف مع المناخ، حيث إن تمكين المرأة يعزز جهود الاستدامة، كما أن الحوكمة المناخية الشاملة تحقق فوائد اجتماعية وبيئية طويلة الأجل.

وتستعرض الورقة دراسات حالة من قطر والسياقات الدولية، تسلط الضوء على كيفية مساهمة المبادرات التي تقودها النساء في إحداث تأثير إيجابي، من مشاريع الطاقة المتجددة والزراعة الذكية مناخيًا إلى الدعوة إلى سياسات بيئية أكثر إنصافًا والمشاركة في المفاوضات المناخية العالمية. كما تحدد الورقة التحديات الرئيسية التي تواجه المرأة في قيادة العمل المناخي، بما في ذلك الصور النمطية الجندرية، وضعف الوصول إلى الموارد، وانخفاض التمثيل في عمليات صنع القرار، ونقص الدعم المؤسسي، وهي عوامل تحدّ من قدرة المرأة على التأثير في الحوكمة المناخية.

وللتغلب على هذه التحديات، تقترح الورقة إجراءات استراتيجية مثل توسيع نطاق وصول المرأة إلى الفرص التعليمية والمالية، وزيادة تمثيلها في الهيئات المعنية بحوكمة المناخ، وتعزيز برامج التوجيه والإرشاد القيادي، والاستفادة من خبراتها في تعزيز قدرة المجتمعات على التكيف مع تغير المناخ. كما تبرز الورقة المبادرات الناجحة التي تقودها النساء في قطر، مثل المؤسسات البحثية التي تركز على الاستدامة والحركات البيئية الشبابية، إلى جانب أمثلة عالمية مثل حركة الحزام الأخضر في كينيا وخطة العمل الجندرية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC Gender Action Plan).

وتخلص الورقة إلى أن تحقيق القدرة على التكيف مع المناخ يتطلب قيادة شاملة وإصلاحات هيكلية تدعم تمكين المرأة، مما يضمن أن تكون مساهماتها جزءًا أساسيًا في تشكيل مستقبل أكثر استدامة وإنصافًا