يأتي إطلاق هذه الدراسة في إطار مشروع بحثي، بالتعاون مع "نيبورليتكس"، لتعزيز حيوية منظومة المدينة التعليمية
## الدوحة، قطر أكتوبر 2023: كشف "إرثنا: مركز لمستقبل مستدام"، عضو مؤسسة قطر، عن نتائج دراسة بحثية تحليلية سلطت الضوء على كيفية تفاعل مقيمي المدينة التعليمية وموظفيها وزائريها مع مساحاتها العامة ومرافقها المختلفة، مع تقديمه لجملة من التوصيات التي تروم تعزيز الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية للمدينة.
وجاء الإعلان عن نتائج التقرير، الذي جرى العمل عليه بالتعاون مع شركة "نيبورليتكس" المتخصصة في تحليل البيانات الاجتماعية، على هامش معرض "سيتي سكيب" قطر، حيث كشفت نهال محمد آل صالح، مدير برامج في مركز "إرثنا"، خلال تقديمها لأبرز نتائج التقرير، عن اعتماد الدراسة البحثية على أدوات تحليلية غير تقليدية لتقديم صورة شاملة لنمط الحياة في المدينة التعليمية.
وقالت نهال إن هذا المشروع البحثي يتفق مع أهداف مركز "إرثنا" الرامية إلى إنشاء مجتمعات مستدامة ومفعمة بالحركة والنشاط والحياة في المناطق الحارة والجافة. وأوضحت أن نتائج التقرير ستسهم في خفض البصمة الكربونية للمدينة التعليمية وتحويلها إلى مكان ينبض بالحياة في جميع أوقات العام، ما يعني إمكانية التردد عليها والاستفادة من خدماتها في أي وقت من الأوقات على الرغم من قسوة المناخ الحار في قطر، وهو ما يعزز رفاه مجتمع المدينة التعليمية ومرتاديها.
وأشارت إلى أنه ينبغي أن تُمنح الأولوية لمستخدمي خدمات ومرافق المدينة التعليمية، إذْ من الضروري التعاون معهم لتحديد الوسائل التي يمكن من خلالها وضع تصور شامل للمساحات التي تحتويها المدينة لتحويلها إلى بيئة حضرية حيوية مفعمة بالنشاط المجتمعي.
من جانبها، سلطت جيسيكا كريستيانسن-فرانكس، المدير المؤسس لشركة "نيبورليتكس" الضوء على آلية قياس ديناميكية المدينة التعليمية، حيث أوضحت أن ذلك يتم عبر استخدام أدوات مبتكرة لتحليل كمٍ هائل من البيانات الاجتماعية الرقمية للوقوف بصورة أدق بشأن كيفية تفاعل الناس مع المكان، وهو ما ينتج عنه بيانات وحقائق يصعب استخلاصها من وسائل التحليل التقليدية بسبب تركيزها على الجانب المادي للمكان فقط.
وأضافت أن التقرير يقدم نظرة تحليلية مفصلة وعميقة عن كيفية استخدام الناس للمدينة التعليمية وتفاعلهم معها، وهو ما أسهم في تحديد مزايا المدينة والوقوف على ما تحتاجه لتصبح مجتمعًا مفعمًا بالحركة والنشاط المجتمعي. وأكدت أنه يجب التخلي عن النظر للأماكن من الناحية المادية فقط، إذ إنها من الأسباب الجوهرية لتحسين صحة وسعادة ساكنيها وزوارها. وأوضحت أن نتائج وتوصيات هذا التقرير القابلة للتنفيذ ستمثل مرجعًا استرشاديًا لصناع القرار والمخططين ليعينهم على اتخاذ قرارات مدروسة ومدعومة بالأدلة عند وضع خطط التنمية المستقبلية.
وشملت بعض العناصر التي حلّلتها الدراسة حجم الأنشطة المتاحة وتنوعها، والقابلية للمشي، وأهمية المكان وشخصيته وسماته المميزة. وقارنت الدراسة المدينة التعليمية بغيرها من مناطق الابتكار حول العالم من بينها خمس مناطق في قطر، وأفادت بأنها تجمع مزيجًا من المرافق المميزة للعمل والدراسة وقضاء وقت ممتع، إلى جانب احتوائها على عدد كبير من المرافق المجتمعية وشبكة خدمات قوية. كما رصدت بعض احتياجات المدينة التي متى توافرت ستسهم في تعزيز جاذبيتها وتتمثل في زيادة عدد الأنشطة وتحسين حركة الناس في المكان وزيادة التوعية بالفعاليات ومناطق الجذب في المدينة.
يُشار إلى أن مركز "إرثنا" يتخذ من المدينة التعليمية بيئة لاختبار أحدث التقنيات والممارسات في مجال الاستدامة لتزويد صانعي القرارات والسياسات بنتائج مدعومة بالأدلة تعينهم في اتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة في ما يتعلق بالاستدامة.