بشكل متزايد، يُنظَر إلى المدن على أنها أكثر ضعفًا أمام تحديات تغير المناخ وفي نفس الوقت فهي جزء رئيسي من الحل لتلك التحديات وعدم الاستدامة والمرونة. ومع ذلك، فإن السياسات والأساليب الحالية لبناء المدن ليست مُصمَّمة بشكل خاص لمواجهة هذه التحديات بحسب مجموعة من السياقات المتنوعة والمتغيرة باستمرار. تواجه المدن الحارة والجافة تحديات مُركَّبة بسبب طبيعتها التي تزداد صعوبة في العيش والتكنولوجيات التقليدية كثيفة الكربون المستخدمة فيها لتوفير حلول التبريد، والمياه، والغذاء.
ونظرًا للضغوطات الإضافية التي تواجهها المدن الحارة والجافة/ شبه الجافة من جراء تغير المناخ، فإن التركيز على تلك المدن يمكن أن يسد فجوة كبيرة وأن يقدم مساهمة قيمة من خلال تحقيق أهداف أكثر طموحًا لخفض الانبعاثات لتحقيق صافي صفري في هذه المناطق المناخية الصعبة، التي غالبًا ما يتم تجاهلها أو لا يتم تمثيلها بالقدر الكافي في المبادرات العالمية لحوكمة المناخ في المناطق الحضرية والمُنظَّمات العضوية. يُمكِن أن يؤدي التغير المناخي والتغير البيئي الأوسع نطاقًا إلى زيادة كبيرة في تفشي النزوح، والتشرد، والجوع، وعدم المساواة، والفقر، والعطش، والضعف بين سكان الحضر في مناطق النزاع داخل الأقاليم الحارة والجافة أو شبه الجافة، كما تجلى في السنوات الأخيرة في غزة، حلب، والبصرة، وغازي عنتاب، ومقديشو، وصنعاء.
يَقترح ملخص السياسات أن تقوم لجنة حوكمة المناخ* ومركز إرثنا باستكشاف كيفية تطوير آليات الشراكة على مستوى المدن لتعزيز تقديم حلولٍ مستدامة ومرنة على النطاقين الإقليمي والعالمي.